وقت أداء صلاة الجمعة

وقت أداء صلاة الجمعة

وقت أداء صلاة الجمعة يكون بعد زوال الشمس وهذا هو أول وقتها، ويجوز تأخيرها عن ذلك في وقت اشتداد الحرارة حيث يجوز تأخيرها من أجل الإبراد.

وقت أداء صلاة الجمعة يكون بعد زوال الشمس وهذا هو أول وقتها، ويجوز تأخيرها عن ذلك في وقت اشتداد الحرارة حيث يجوز تأخيرها من أجل الإبراد.

وقت الجمعة بعد زوال الشمس

زوال الشمس معناه تعامد الشمس في وسط السماء وهو من الأوقات التي يكره الصلاة فيها فإذا مالت الشمس عن تعامدها في وسط السماء كان ذلك أول وقت الظهر.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: (أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُصَلِّي الجُمُعَةَ حِينَ تَمِيلُ الشَّمْسُ)[البخاري].

قال ابن رجب: ” (تميل) أي: تزول عن كبد السماء بعد استوائها في قائم الظهيرة ، وهذا يدل على أن هذه كانت عادة النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الغالبة ، ولا يدل على أنه لم يكن يخل بذلك ” [فتح الباري لابن رجب].

وقال أبو القاسم الرافعي: ” الجمعة إنما تقام بعد الزوال ، وكذلك الخطيب لا يبتدئ بالخطبة إلا بعد الزوال “[شرح مسند الشافعي لأبي القاسم الرافعي].

التبكير بصلاة الجمعة

التبكير لصلاة الجمعة ليس معناه أداء الصلاة قبل وقتها وإنما معناه أداء الصلاة في أول وقتها.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ” كُنَّا نُبَكِّرُ بِالْجُمُعَةِ وَنَقِيلُ بَعْدَ الجُمُعَةِ “[البخاري].

“التبكير يطلق على فعل الشيء في أول وقته أو تقديمه على غيره ، وهو المراد هنا .

والمعنى: أنهم كانوا يبدءون بالصلاة قبل القيلولة بخلاف ما جرت به عادتهم في صلاة الظهر في الحر ، فإنهم كانوا يقيلون ثم يصلون لمشروعية الإبراد “[فتح الباري لابن حجر].

الإبراد بالصلاة

الإبراد بالصلاة معناه تأخير وقت الصلاة عن أول الوقت بسبب شدة الحرارة وإذا لم تكن حرارة أتى بالصلاة في أول وقتها.

عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قال: (كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا اشْتَدَّ البَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلاَةِ ، وَإِذَا اشْتَدَّ الحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلاَةِ)، يَعْنِي الجُمُعَةَ[البخاري].

قال الصنعاني: ” (كان إذا اشتد البرد بكَّر بالصلاة) أتى بها في أول وقتها ، وكل من أسرع إلى شيء فقد بكر به والمراد صلاة الظهر .

(وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة) أخرها إلى أن يصير للحيطان ظل يمشي فيه قاصد الجماعة “[التنوير شرح الجامع الصغير].

أول وقت صلاة الجمعة

عن سلمة بن الأكوع وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ قَالَ: (كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الجُمُعَةَ ثُمَّ نَنْصَرِفُ ، وَلَيْسَ لِلْحِيطَانِ ظِلٌّ نَسْتَظِلُّ فِيهِ)[البخاري].

وعَنْه أيضًا قَالَ: (كُنَّا نُجَمِّعُ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ نَرْجِعُ نَتَتَبَّعُ الْفَيْءَ)[مسلم].

القيلولة بعد صلاة الجمعة

القيلولة هي النوم في منتصف النهار ووقتها يكون بعد الانتهاء من صلاة الجمعة والغداء وهذا كان فعل الصحابة في زمان النبي -صلى الله عليه وسلم-.

عَنْ سَهْلٍ قَالَ: ” مَا كُنَّا نَقِيلُ وَلَا نَتَغَدَّى إِلَّا بَعْدَ الْجُمُعَةِ ” ، زَادَ ابْنُ حُجْرٍ: فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.[مسلم].

“هذه الأحاديث ظاهرة في تعجيل الجمعة ، وقد قال مالك وأبو حنيفة والشافعي وجماهير العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم: لا تجوز الجمعة إلا بعد زوال الشمس .

ولم يخالف في هذا إلا أحمد بن حنبل وإسحاق فجوزاها قبل الزوال .

قال القاضي: وروي في هذا أشياء عن الصحابة لا يصح منها شيء إلا ما عليه الجمهور .

وحمل الجمهور هذه الأحاديث على المبالغة في تعجيلها ، وأنهم كانوا يؤخرون الغداء والقيلولة في هذا اليوم إلى ما بعد صلاة الجمعة ؛ لأنهم ندبوا إلى التبكير إليها ، فلو اشتغلوا بشيء من ذلك قبلها خافوا فوتها أو فوت التبكير إليها .

وقوله: ” نتتبع الفيء ” إنما كان ذلك لشدة التبكير وقصر حيطانه ، وفيه تصريح بأنه كان قد صار فيء يسير .

وقوله: ” وما نجد فيئا نستظل به ” موافق لهذا ، فإنه لم ينف الفيء من أصله وإنما نفى ما يستظل به ، وهذا مع قصر الحيطان ظاهر في أن الصلاة كانت بعد الزوال متصلة به “[شرح النووي على مسلم].

للاطلاع على المزيد:

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *