معنى الإيمان والإسلام والإحسان

معنى الإيمان والإسلام والإحسان

معنى الإيمان والإسلام والإحسان كما ورد في حديث جبريل المشهور عندما جاء للنبي –صلى الله عليه وسلم- وهو جالس بين أصحابه

معنى الإيمان والإسلام والإحسان كما ورد في حديث جبريل المشهور عندما جاء للنبي صلى الله عليه وسلم- وهو جالس بين أصحابه في صورة رجل فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم- عن أمور وهي: ما الإيمان؟ وما الإسلام؟ وما الإحسان؟.

حديث جبريل في الإيمان والإسلام والإحسان

عن أبي هريرة رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- بارزا يوما للناس، فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟ قال: (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه، وبلقائه، ورسله وتؤمن بالبعث).

قال: ما الإسلام؟ قال: (الإسلام: أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان).

قال: ما الإحسان؟ قال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك).

قال: متى الساعة؟ قال: (ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وسأخبرك عن أشراطها: إذا ولدت الأمة ربها، وإذا تطاول رعاة الإبل البهم في البنيان، في خمس لا يعلمهن إلا الله)

ثم تلا النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله عنده علم الساعة)[لقمان: 34] الآية،

ثم أدبر فقال: (ردوه) فلم يروا شيئا، فقال: (هذا جبريل جاء يعلم الناس دينهم)]رواه البخاري[

ما اشتمل عليه حديث جبريل

اشتمل حديث جبريل على جميع أعمال الإسلام الظاهرة والباطنة من الاعتقادات القلبية، والأحكام العملية، والإخلاص في أدائها، واشتمل على الكثير من القواعد والفوائد، فكل علوم الشريعة ترجع إلى هذا الحديث وتنطبق عليه؛ لذلك قيل: إن هذا الحديث يصلح لأن يسمى بأم السنة؛ لرجوع كل السنة إليه كما تسمى سورة الفاتحة بأم الكتاب وأم القرآن.

وهذا كان في آخر حياة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقيل: كان في السنة العاشرة قبيل حجة الوداع، وحكمة ذلك أنه لما أخبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن كل أحكام الإسلام متفرقة أراد الله له أن يجمعها في مجلس واحد لتحفظ وتضبط، فأرسل جبريل في صورة رجل ليسأله هذه الأسئلة أمام الصحابة.

أقسام الدين

دين الله الذي أرسل به محمدا صلى الله عليه وسلم- اشتمل على ثلاثة أمور وهي: الإيمان والإسلام والإحسان. ولا يتم دين الإنسان إذا نقص جزء من هذه الأجزاء.

معنى الإيمان

الإيمان معناه: هو ما اشتمل عليه القلب من أصول الاعتقادات التي ذكرها الله تعالى- في كتابه حيث قال: (آمَنَ الرَّسُول ُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير). والاعتقاد: هو ما انعقد عليه قلب الإنسان وضميره، والعقيدة هي ما يدين به الإنسان.

معنى الإسلام

الإسلام معناه: الأعمال الظاهرة التي تظهر على جوارح الإنسان، من النطق بالشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصوم، والحج، وسائر الأحكام التي أمر الله بها.

معنى الإحسان

الإحسان معناه: إتقان العبادة ظاهرا وباطنا، بأن يستحضر عظمة الله فتؤدي العبادة بخشوعها وخضوعها والإخلاص فيها، كأنك ترى الله ويراك، وقيل معنى الإحسان: هو الإخلاص؛ لأنه شرط في صحة الإيمان والإسلام معا، فمن أعلن الإيمان أو الإسلام بدون إخلاص لا يكون إيمانه صحيحا.

وجوب اجتماع الأقسام الثلاثة

من آمن بقلبه فقط ولم تسلم جوارحه بأن عمل الأعمال الظاهرة فإن الإيمان وحده لا ينفعه؛ لأنه لم يأت بما أوجبه الله عليه ولم يأت بعمل يؤهله لدخول الجنة والله عز وجل بين أن الأعمال سبب لدخول الجنة فقال: (وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي
أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ). 

ومن أسلم بأن أظهر أعمال الإسلام الظاهرة على جوارحه ولم يؤمن قلبه بالله ولا برسوله ولا بالقرآن فهذا هو المنافق الذي أخبر الله عنه أنه في أسفل الدركات فقال: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا)

ومن أتى بالإيمان والإسلام ولم يتقن العبادة الباطنة والظاهرة بالإخلاص فيها بأن فعل ذلك ليرائي الناس أو غير ذلك فإن يرد عليه هذا العمل، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ)

وأما معنى الإيمان والإسلام إذا اجتمعتا في موضع واحد او انفرد كل منهما فهذا له حديث آخر.

اقرأ المزيد:

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *