معنى الإيمان والإسلام

معنى الإيمان والإسلام

الإيمان والإسلام يفترقان إذا اجتمعا ويجتمعان إذا افترقا

لفظ الإيمان والإسلام يجتمعان بحيث يشتمل كل واحد منهما على معنى الآخر إذا أتى كل لفظ منهما وحده، ويفترق معنى اللفظين بحيث يدل كل واحد منهما على معنى آخر غير ما يدل عليه الآخر إذا اجتمعا اللفظان في موضع واحد. فالإيمان والإسلام يفترقان إذا اجتمعا ويجتمعان إذا افترقا.

دليل افتراق اللفظين إذا اجتمعا

قال الله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ في قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

فالآية هنا تتحدث عن جماعة من الأعراب أعلنوا باللفظ الظاهر إسلامهم، لكن قلوبهم لم تكن منعقدة على الإيمان بالله ورسوله، وإنما أعلنوا الإسلام إما خوفا من القتل، أو طمعا في جر المغانم إن جاهدوا بعد إسلامهم.

وهؤلاء الأعراب كانوا قبيلة من بني أسد بن خزيمة يجاورون المدينة، وقد كانوا يريدون أن يوهموا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنهم آمنوا بقلوبهم، ففضح الله أمرهم وبين أنهم أسلموا فقط في ظاهرهم بألسنتهم لكنهم لم يصدقوا بقلوبهم، وكانوا بذلك منافقين ولا يتم لهم إيمان حتى يؤمنوا بقلوبهم مع ألسنتهم.

وهذا ليس معناه أن كل الأعراب كانوا على هذه الشاكلة فقد كان منهم مؤمنون حق الإيمان فقد قال الله تعالى: (وَمِنَ الْأَعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلَا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

دليل اجتماع اللفظين إذا افترقا

لفظ الإيمان والإسلام إذا جاء كل واحد منهما وحده في موضع من الكلام يتفقان في المعنى فنجد لفظة الإيمان تدل على الإيمان والإسلام والعكس، ودليل ذلك ما ورد في قول الله تعالى:

(قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ).

فقد وصف القرآن الكريم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه هو أول المسلمين في أمته، والإسلام هنا يشتمل على الإيمان بالقلب والإسلام بالجوارح معا؛ لأن الوصف بأحدهما دون الآخر إنما هو عيب ونقص في دين العبد، فما بالك برسول الله -صلى الله عليه وسلم- فهو أكمل الناس إيمانا وإسلاما.

والوصف بالإسلام دون الإيمان هو خلل في إيمان صاحبه وهذا لا يليق بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.

وجاء وصف موسى عليه السلام- بأنه أول المؤمنين وهذا يشمل الإيمان والإسلام معا، كما في قول الله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ).

وفي حديث وفد عبد القيس السابق ذكره حيث سألهم رسول الله صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان ثم أخبرهم بما يدل على أعمال الجوارح وهذا يعني أنه إذا تطابقت أعمال الجوارح مع ما يشتمل عليه القلب من التصديق أفاد معنى الإيمان والإسلما معا، فكان اللفظان مجتمعنا في المعنى عندما افترقا في اللفظ.

الدين لفظ جامع للإيمان والإسلام والإحسان

لفظ الدين لفظ جامع يشتمل على الإيمان والإسلام والإحسان، ودليل ذلك ما ورد في قول الله -تعالى-: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ)،

وقال تعالى: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ).

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *