ما يستحب فعله يوم الجمعة وليلته

ما يستحب فعله يوم الجمعة وليلته

هناك ما يستحب فعله يوم الجمعة وليلته حتى ينال المسلم الأجر العظيم عليها والثواب الجزيل من الله.

هناك ما يستحب فعله يوم الجمعة وليلته حتى ينال المسلم الأجر العظيم عليها والثواب الجزيل من الله.

الصلاة والسلام على النبي يوم الجمعة وليلته

يستحب كثرة الصلاة والسلام على النبي -صلى الله عليه وسلم- في يوم الجمعة وليلته، فإن هذه الصلاة تعرض على النبي في قبره.

عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ قُبِضَ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ)

قَالَ: قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ ، يَقُولُونَ: بَلِيتَ ، فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ)[أبو داود]

قال الإمام الطيبي: ” لا شك أن حفظ أجسادهم من أن ترم خرق للعادة المستمرة، فكما أن الله تعالي يحفظها منه، كذلك تمكن من العرض عليهم ، ومن الاستماع منهم صلوات الأمة”[شرح المشكاة].

قال أبو زرعة ابن العراقي: ” كَوْنُ ابْنِ آدَمَ يَأْكُلُهُ التُّرَابُ عَامٌّ مَخْصُوصٌ ، فَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ -عَلَيْهِمْ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- لَا تَبْلَى أَجْسَامُهُمْ الْكَرِيمَةُ …
وَاسْتَثْنَى ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ مَعَهُمْ الشُّهَدَاءَ قَالَ: وَحَسْبُك مَا جَاءَ فِي شُهَدَاءِ أُحُدٍ وَغَيْرِهِمْ “[طرح التثريب].

الإكثار من الصدقة قبل حضور الصلاة

قال ابن القيم: ” كان شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- إذا خرج إلى الجمعة يأخذ ما وجد في البيت من خبز أو غيره فيتصدق به في طريقه سرًا ، وسمعته يقول:

إذا كان الله قد أمرنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فالصدقة بين يدي مناجاته تعالى أفضل وأولى بالفضيلة “[زاد المعاد في هدي خير العباد].

وجوب حضور الخطبة على كل من بلغ الحلم

عَنْ حَفْصَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ)[النسائي].

قال ابن رجب: ” وهذا صريحٌ بأن الرواح إنما يجب على المحتلم، فيفهم منه أنه لا يجب على من لم يحتلم “[فتح الباري لابن رجب].

استحباب الغسل للذهاب للجمعة

يستحب للمصلي أن يغتسل قبل الذهاب لصلاة الجمعة.

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ)[البخاري].

التطيب واستعمال السواك ولبس أحسن الثياب

من الأمور المستحب فعلها قبل الذهاب لصلاة الجمعة التطيب واستعمال السواك وأن يلبس المسلم من أفضل ثيابه، وإذا دخل المسجد ألا يفرق بين اثنين.

عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِيِّ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (لاَ يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ وَيَتَطَهَّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فَلاَ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ ، إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرَى)[البخاري].

وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ قَالَا: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَاسْتَاكَ ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ ، ثُمَّ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَسْجِدَ ، فَلَمْ يَتَخَطَّ رِقَابَ النَّاسِ ، ثُمَّ رَكَعَ مَا شَاءَ أَنْ يَرْكَعَ ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ ، كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الَّتِي قَبْلَهَا) قَالَ: وَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ يَقُولُ: (وَثَلَاثَةُ أَيَّامٍ زِيَادَةٌ ، إِنَّ اللهَ جَعَلَ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا)[أحمد].

استحباب تخصيص ثيابا لصلاة الجمعة

يستحب التجمل ليوم الجمعة بأحسن الثياب وأجملها، فعن مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ) أَوْ (مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدْتُمْ أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ)[أبو داود].

قال المناوي: ” لَيْسَ على أحدكُم حرج فِي أَن يتَّخذ ثَوْبَيْنِ لذَلِك ، فإنه لَا إسراف فِيهِ ، بل هُوَ مَحْبُوب ، فإنه جميل يحب الْجمال ، وَيُحب أَن يرى أثر نعْمَته على عَبده “[التيسير بشرح الجامع الصغير].

الثياب البيضاء أفضل الثياب

الثياب البيضاء من أفضل الثياب وقد حث رسول الله على لبسها من باب الاستحباب، لكن لا كراهة في لبس غيرها من الألوان كما فعل رسول الله.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (الْبَسُوا مِنْ ثِيَابِكُمُ الْبَيَاضَ ، فَإِنَّهَا مِنْ خَيْرِ ثِيَابِكُمْ ، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكُمْ)[أبو داود].

قال القاري: ” قال ابن حجر: لأن اللون الأبيض أفضل الألوان ، وفيه أن الأبيض لا يسمى ملونًا ، هذا وقد لبس عليه الصلاة والسلام غير الأبيض كثيرًا لبيان جوازه أو لعدم تيسره”[مرقاة
المفاتيح شرح مشكاة المصابيح].

يستحب المشي لصلاة الجمعة

السير إلى الجمعة على الأقدام يستوجب رفعة الدرجات لأن الجزاء يكون على قدر المشقة.

عن عَبَايَةُ بْنُ رِفَاعَةَ قَالَ: أَدْرَكَنِي أَبُو عَبْسٍ وَأَنَا أَذْهَبُ إِلَى الجُمُعَةِ فَقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: (مَنِ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ)[البخاري].

قال الصنعاني: ” قال في المطامح: فيه تنبيه على فضيلة المشي على الأقدام في الطاعات ، وأنها من الأعمال الراجحة التي يستوجب بها العبد رفيع الدرجات”[التنوير شرح الجامع الصغير].

فضيلة التبكير للذهاب للجمعة

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ غُسْلَ الجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً ، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ)[البخاري].

فمن بكر لصلاة الجمعة في الساعة الأولى يكون كأنما قرب بدنة وهكذا كما ذكره الحديث لكن يشترط أن يتقدم الغسل على هذا التبكير حتى ينال المسلم هذا الأجر.

الملائكة يكتبون أسماء المبكرين للجمعة

من فضائل التبكير لصلاة الجمعة أن الملائكة يكتبون أسماء المبكرين لصلاة الجمعة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (إِذَا كَانَ يَوْمُ الجُمُعَةِ وَقَفَتِ المَلاَئِكَةُ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ ، وَمَثَلُ المُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي بَدَنَةً، ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً، ثُمَّ كَبْشًا، ثُمَّ دَجَاجَةً، ثُمَّ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طَوَوْا صُحُفَهُمْ، وَيَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ)[البخاري].

قال ابن بطال: ” قال المهلب: وفيه دليل على أن المسارع إلى طاعة الله والسابق إليها أعظم أجرًا … ويدل على تفاوت ما بين السابق والمسبوق في الفضل …

وقوله: (فإذا خرج الإمام طويت الصحف) فدل على أنه من أتى والإمام في الخطبة أن أجره أقل من أجر من أتى قبله ؛ لأن الملائكة لم تكتبه في صحفها ، وإنما يكون له أجر من أدرك الصلاة لا أجر المسارع “[شرح صحيح البخاري لابن بطال].

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *