فضل شهر الله المحرم وفضيلة صيام يوم عاشوراء

فضل شهر الله المحرم وفضيلة صيام يوم عاشوراء

سأتناول في هذا المقال فضل شهر الله المحرم وفضيلة صيام يوم عاشوراء، فالأشهر الحرم أربعة وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب

سأتناول في هذا المقال فضل شهر الله المحرم وفضيلة صيام يوم عاشوراء، فالأشهر الحرم أربعة وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب، وسميت حرما؛ لأن الله حرم القتال فيها، ولتعظيم العرب لها.

تعظيم العرب للأشهر الحرم

كان تعظيم العرب للأشهر الحرم من بقايا شريعة إبراهيم وإسماعيل -عليهما السلام- فكان الواحد من هؤلاء العرب يلقى قاتل أبيه أو أخيه في هذه الأشهر الحرم فلا يتعرض له بسوء تعظيما لحرمة هذه الأشهر، فلما جاء الإسلام لم يزدها إلا حرمة وتعظيما.

قال الله تعالى: (إِنَّ ‌عِدَّةَ ‌ٱلشُّهُورِ عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ، وَذُو الحِجَّةِ، وَالمُحَرَّمُ، ‌وَرَجَبُ، ‌مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى، وَشَعْبَانَ)]البخاري[.

 حكمة جعل هذه الأشهر الحرم أربعا

جعل الله هذه الأشهر الأربعة حراما لتأمين حجاج بيت الله الحرام، فحرم الله شهر ذو القعدة الذي قبل ذو الحجة الذي يكون فيه الحج لتأمين الناس الذين يسيرون من بقاع مختلفة لتلك البقاع التي يؤدون فيها مناسك الحج.

وحرم شهر ذو الحجة ليأمن الناس على أنفسهم أثناء أدائهم لمناسك الحج، وحرم شهر المحرم الذي يكون بعد ذو الحجة ليأمن الناس أثناء رجوعهم لبيوتهم من الحج.

وجعل الله شهر رجب محرما وهو في وسط العام ليأمن الناس على أنفسهم إذا أرادوا زيارة البيت الحرام من أجل العمرة.

فضيلة الصيام في شهر الله المحرم

يستحب الصيام في الأشهر الحرم وأفضل الأشهر الحرم هو شهر الله المحرم لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أَفْضَلُ الصِّيَامِ، ‌بَعْدَ ‌رَمَضَانَ، ‌شَهْرُ ‌اللهِ الْمُحَرَّمُ، وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الْفَرِيضَةِ، صَلَاةُ اللَّيْلِ)]مسلم[.

وفي هذا الحديث نجد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نسب الشهر لله تنبيها على شرف وفضل هذا الشهر، وهذا الحديث يدل على فضيلة هذا الشهر فهو أول العام ليستقبله الإنسان بالعبادة، كما يستقبل الإنسان يومه في الصباح بذكر الله فيه ليحفظه بقية يومه.

الجمع بين فضيلة الصيام في شعبان والمحرم

في الحديث السابق نجد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بين أن أفضل الشهور التي يصوم فيها المسلم بعد رمضان هو شهر الله المحرم،

والسؤال هنا: إذا كان شهر المحرم هو أفضل شهور الصيام بعد رمضان فلماذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصيام في شعبان أكثر من غيره من الشهور كما ورد في حديث عائشة -رضي الله عنها- حيث قالت:

(كَانَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ صَامَ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَفْطَرَ، وَلَمْ أَرَهُ صَائِمًا مِنْ شَهْرٍ قَطُّ، أَكْثَرَ مِنْ صِيَامِهِ مِنْ شَعْبَانَ كَانَ ‌يَصُومُ ‌شَعْبَانَ ‌كُلَّهُ، كَانَ يَصُومُ شَعْبَانَ إِلَّا قَلِيلًا)]مسلم[

وسبب إكثار النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصيام في شعبان أكثر من غيره لأن شهر شعبان نهاية السنة العبادية أي أن الشهر الذي ترفع فيه أعمال العباد إلى الله هو شهر شعبان فأحب أن يرفع عمله إلى الله وهو صائم، وهذا ما ورد في حديث أسامة بن زيد حيث قال:

قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ، قَالَ: )ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ ‌يُرْفَعَ ‌عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ)]النسائي[.

وقد أجاب العلماء على سبب كثرة صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- في شعبان دون المحرم مع أن الصيام في المحرم أفضل بجوابين:

الأول: لعل النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يعلم بفضيلة الصيام في شهر المحرم على غيره من الشهور إلا في آخر حياته.

والثاني: لعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يعرض له أعذار في شهر المحرم تمنعه من إكثار الصيام فيه كسفر أو مرض أو غير ذلك.

بداية صيام يوم عاشوراء

عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر المحرم، وقد كان صيام هذا اليوم واجبا قبل فرض صيام رمضان فلما فرض صيام رمضان صار صيام يوم عاشوراء مستحبا فمن شاء صام ومن شاء أفطر.

وكانت قريش تصوم هذا اليوم وهو من بقايا شريعة إبراهيم -عليه السلام- التي وصلت إليهم، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصومه معهم كما كان يحج البيت ويعظمه أيضا، فلما هاجر النبي -صلى الله
عليه وسلم- إلى المدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم فسألهم عن سبب صيامه فقالوا: هذا يوم صالح نجى الله فيه موسى.

فصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه، ولعل هذا كان من باب الموافقة لهم استئلافا لقلوبهم، ولم يصمه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اقتداء بهم فقد كان يصومه قبل أن يذهب للمدينة.

عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: (كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا ‌تَصُومُهُ ‌قُرَيْشٌ، فِي الجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ، فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ كَانَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ لَا يَصُومُهُ)]البخاري[

لقد كان قدوم النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة في شهر ربيع الأول فكان الأمر بصيام عاشوراء في أول العام الثاني من الهجرة، وفرض صيام رمضان كان في أواخر العام الثاني، فعلى هذا لم يقع الأمر بصيام عاشوراء إلا في سنة واحدة ثم صار سُنَّة بعد ذلك.

فضيلة صيام يوم عاشوراء

بين النبي -صلى الله عليه وسلم- فضيلة صيام يوم عاشوراء فقال عنه: (أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ ‌السَّنَةَ ‌الَّتِي ‌قَبْلَهُ)]مسلم[

والتكفير إنما هو تكفير لذنوب السنة من الصغائر، فإن لم يكن له صغائر خفف عنه من الكبائر، وهذا التخفيف موكول لفضل الله، فإن لم يكن له كبائر ولا صغائر رفع الله له في درجاته، فإطلاق الذنوب إنما يراد به الصغائر أما الكبائر فتكفرها التوبة أو رحمة الله تعالى.

صيام تاسوعاء وعاشوراء

تاسوعاء هو اليوم التاسع من شهر المحرم، وعاشوراء هو اليوم العاشر من المحرم، وقد استحب الفقهاء صيام تاسوعاء وعاشوراء، من باب المخالفة لليهود، ومن أجل الاحتياط لليوم العاشر، فلربما حدث خطأ في تحديد اليوم العاشر فيكون صيام التاسع من باب الاحتياط.

عن عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- يَقُولُ: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّهُ يَوْمٌ ‌تُعَظِّمُهُ ‌الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ) قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.]مسلم[

وعليه فصوم يوم تاسعاء مسنون كصيام يوم عاشوراء إلا أن صوم يوم عاشوراء آكد في الاستحباب؛ لأنه يكفر السنة التي قبله، واستحب الشافعية والحنابلة صوم عاشوراء وتاسوعاء.

وصرح الحنابلة بأنه لا يكره إفراد عاشورا بالصوم وهذا ما يفهم من مذهب المالكية.

هل يختص يوم عاشوراء ويوم عرفة بتكفير الذنوب

لا ينحصر تكفير الذنوب في صيام يوم عرفة ويوم عاشوراء فحسب، وإنما هناك أعمال أخرى تكفر الذنوب كصيام رمضان وكصلاة الجمعات وكالوضوء والمشي إلى الصلاة.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ: (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ، ‌مُكَفِّرَاتٌ ‌مَا ‌بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ)]مسلم[

وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (‌مَا ‌يُصِيبُ ‌الْمُؤْمِنَ ‌مِنْ شَوْكَةٍ فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا رَفَعَهُ اللهُ بِهَا دَرَجَةً، أَوْ حَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً)]مسلم[.

وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ‌خَرَجَتْ ‌خَطَايَاهُ مِنْ جَسَدِهِ، حَتَّى تَخْرُجَ مِنْ تَحْتِ أَظْفَارِهِ) ]مسلم[.

فكل واحد من هذه الأعمال صالح لتكفير الذنوب فإذا وجد ما يكفره كفَّره، وإن لم يصادف ما يكفره كتبت له حسنات ورفع درجات.

تبييت النية للصيام 

فرق الشافعية والحنابلة بين الفرض والنفل فاشترطوا تبييت النية للفرض؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مَنْ لَمْ يُجْمِعِ الصِّيَامَ ‌قَبْلَ ‌الْفَجْرِ، ‌فَلَا ‌صِيَامَ لَهُ)]أبو داود[.

وأما صيام النفل فاتفقوا على صحة صومه بنية قبل الزوال لما رواه مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ذَاتَ يَوْمٍ : (يَا عَائِشَةُ، ‌هَلْ ‌عِنْدَكُمْ ‌شَيْءٌ؟)
قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ قَالَ: (فَإِنِّي صَائِمٌ
)

أما صيام الكفارات والنذور المطلقة وقضاء رمضان فقد اشترط فيه الحنفية تبييت النية قبل الفجر.

الاجتماع لإحياء ليلة عاشوراء بقيام الليل

اختلف الفقهاء في الاجتماع في المساجد لإحياء ليلة عاشوراء. 

فكره الحنفية والشافعية الاجتماع في المساجد لإحياء ليلة من الليالي غير التراويح لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاها بأصحابه عدة ليال ثم امتنع خشية أن تفرض عليهم، ثم فعلها الصحابة بعد ذلك دون إنكار من أحد منهم،

وقال الحنفية والشافعية: السنة إحياء الليل فرادى.

وأجاز الحنابلة إحياء الليل بصلاة قيام الليل جماعة ومنفردا، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعل الأمرين فقد صلى مرة بحذيفة -رضي الله عنه-.

عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، ‌فَافْتَتَحَ ‌الْبَقَرَةَ، ‌فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا،
إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ،

ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: (سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ)، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: (سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ)، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: (سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى)، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ. ]مسلم[

وصلى الليل مرة بعبد الله بن عباس حيث قال ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: ‌بِتُّ ‌عِنْدَ ‌خَالَتِي ‌مَيْمُونَةَ لَيْلَةً، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ، (قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَضَّأَ
مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ وُضُوءًا خَفِيفًا – يُخَفِّفُهُ عَمْرٌو وَيُقَلِّلُهُ جِدًّا -،

ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَقُمْتُ، فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا مِمَّا تَوَضَّأَ، ثُمَّ جِئْتُ، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَحَوَّلَنِي، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، فَأَتَاهُ المُنَادِي يَأْذَنُهُ بِالصَّلَاةِ، فَقَامَ مَعَهُ إِلَى الصَّلَاةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ)]البخاري[.

وقال الحنابلة : كان أكثر صلاته -صلى الله عليه وسلم- بالليل منفردا.

وفرق المالكية في الاجتماع لإحياء الليل بين الجماعة الكثيرة والقليلة، وبين المكان المشتهر وغير المشتهر، فأجازوا اجتماع العدد القليل في المكان غير المشتهر.

ما يفعله الناس من بدع في عاشوراء

ورد الكثير من البدع التي لا أصل لها في يوم عاشوراء من فضيلة الصلاة في ليلته ويومه، وفضيلة الاكتحال وكلها بدع لا تصح.

قال البدر العيني: ما ورد في صلاة ليلة ‌عاشوراء، وفي فضل الكحل يوم ‌عاشوراء لا يصح، ومن ذلك حديث عن ابن عباس رفعه “من اكتحل بإثمد ليوم ‌عاشوراء لم يرمد أبداً” وهو حديث موضوع، وضعه
قتلة الحسين
رضي الله عنهقال الإمام أحمد: والاكتحال يوم ‌عاشوراء، لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلمفيه أثر، وهو بدعة.

وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: وما يحدث من الاكتحال والاختضاب يوم العاشر وليلته فقد ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة إلى أن الاحتفال في ليلة العاشر من محرم أو في يومه بدعة وأنه لا يستحب شيء منه بل ما روي في هذا الباب إنما هو من وضع الوضاعين أهل البدع تشجيعا لبدعتهم التي يصنعونها في هذا اليوم. ولم يثبت في فضل هذا اليوم إلا الصيام فقط.

 

شارك

اترك ردّاً