خطورة الكلمة وضرورة ضبط اللسان

خطورة الكلمة وضرورة ضبط اللسان

خطورة الكلمة وضرورة ضبط اللسان من المواضيع الهامة التي يجب على المسلم أن يكون دراية بها.

خطورة الكلمة وضرورة ضبط اللسان من المواضيع الهامة التي يجب على المسلم أن يكون دراية بها.

تهذيب اللسان

من جوانب التربية التي رباها الإسلام للمسلم أن أمره بأن يهذب لسانه فلا ينطق به إلا خيرا؛ لأن  بدايات الشر في الأرض تبدأ من اللسان.

الشر يبدأ من الكلمة

الحروب التي تزهق فيها الأرواح بداياتها الكلام، وجرائم القتل التي تحدث بين الناس تبدأ من الكلام؛ لذلك لم تكن العقوبات في الإسلام على الأفعال فحسب، وإنما كانت على الكلام أيضا.

عقوبة الزنا

فمثلا الزنا فعل وضع الله له عقوبة فقال: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ).

عقوبة القذف

أما القذف وهو شتم الناس ورميهم في أعراضهم فهذا قول مجرد، لكنه في الإسلام ليس قولا عاديا لأنه قد يجر لجرائم شنيعة لذلك وضع الله له عقوبة في الدنيا فقال الله: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ).

حرمة الغيبة

والغيبة قول مجرد لكنه يكون بذكر عيوب الناس ونقائصهم وقد نهانا الله عن ذلك وبين لنا صورته فقال: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ).

وقال الله: (وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) يَهْمِزُ وَيَلْمِزُ: يَعِيبُ، واحد. واللمزة: من يغتابك في وجهك. والهمزة: الذي يغتابك بالغيب وقيل العكس.

إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: (ذكرك أخاك بما يكره) قيل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فقد بهته)مسلم.

متى تجوز الغيبة؟

إذا طلبت منك النصيحة وجاءك من يستشيرك في أحد من الناس وجب عليك أن الحقيقة ولا تكتم شيئا.

فعن فَاطِمةَ بنْتِ قَيْسٍ -رَضِيَ اللَّه عَنْها- قَالَتْ: أَتيْتُ النبيَّ ﷺ، فقُلْتُ: إنَّ أَبَا الجَهْمِ ومُعاوِيةَ خَطباني؟ فَقَالَ رسُولُ اللَّهِ ﷺ(: أمَّا مُعَاوِيةُ، فَصُعْلُوكٌ لاَ مالَ لَهُ، وأمَّا أَبُو الجَهْمِ فَلاَ يضَعُ العَصا عنْ عاتِقِهِ).

حرمة النميمة

النميمة هي قول أيضا لكنها نقل للكلام بغرض الإفساد بين الناس وهذا يؤدي لنمو العداوات بين الناس.

قال الله : (هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)  وقال النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَتَّاتٌ).أي نمام.

وتكلم النبي عن الاثنين اللذين يعذبان في قبرهما فقال: (أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة بين الناس).

ضبط اللسان

فاللسان أصل لكل خير وكل شر فمن ضبط لسانه استطاع أن يضبط سلوكه، ومن لم يضبط لسانه فقد أورد نفسه المهالك.

عن معاذ قال له النبي وقد أخذ بلسانه فقال: (كف عليك هذا) فقلت: يا نبيَّ الله! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: (ثكلتك أمُّك يا معاذ! وهل يُكبُّ الناسَ في النار على وجوههم، أو على مناخرهم، إلا حصائدُ ألسنتهم؟)

لذلك كان من وصايا النبي لنا ألا ننطق بهذه الألسن إلا خيرا لأن هذا من لوازم الإيمان فقال صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ).

كل معروف صدقة

فأي وجه من وجوه الإحسان يعمله الإحسان فهو من باب الصدقات فقال صلى الله عليه وسلم: (كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ).

فإذا كان كل معروف صدقة فإن الكلمة تدخل في لفظة “كل” فهي أيضا من الصدقات لذلك قال النبي: (والكلمة الطيبة صدقة)

الكلمة الطيبة صدقة

إذا كان الإنسان لا يجد ما يتصدق به فبإمكانه أن يتصدق بالكلمة الطيبة التي ينطق بها لسانه.

عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، قَالَ: ذَكَرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- النَّارَ، فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ فَتَعَوَّذَ مِنْهَا وَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ، -قَالَ شُعْبَةُ: أَمَّا مَرَّتَيْنِ فَلاَ أَشُكُّ – ثُمَّ قَالَ: (اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ).

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *