تعرف على آداب التعامل مع المخالفين

تعرف على آداب التعامل مع المخالفين

هناك آداب للتعامل مع المخالفين لنا سواء في الرأي أو الاعتقاد ينبغي على المسلم أن يكون على علم بها

هناك آداب للتعامل مع المخالفين لنا سواء في الرأي أو الاعتقاد ينبغي على المسلم أن يكون على علم بها حتى لا يقع في المخالفة.

انصح أخاك سرا

كما يقولون: النصح في الملأ فضيحة، والنصح في السر نصيحة. فمن وعظ أخاه في السر يكون قد أحسن إليه، ومن وعظه علانية يكون قد أسا إليه، يقول أبو الدرداء: “من وعظَ أخاهُ سرًّا فقد زانهُ ، ومن وعظه علانية فقد شانهُ”.

والمجاهرة في النصح تجعل المنصوح يزداد نفورا وعنادا، أما الإسرار بالنصيحة فدليل على سلامة نية الناصح وأنه يريد للمنصوح الخير.

فعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا بلغه عن الرجل الشيء لم يقل: ما بال فلان يقول؟ ولكن يقول: ما بال أقوام يقولون كذا وكذا)[أبو داود]

قول الإمام الشافعي في النصيحة

يعبر الإمام الشافعي عن النصح سرا بأبيات فيقول فيها:

تعمَّدني بنصحك في انفرادي * وجنبني النصيحة في الجماعة

فإن النصح بين الناس نوع * من التوبيخ لا أرضى استماعه

وإن خالفتني وعصيت قولي * فلا تجزع إذا لم تعط طاعة

التمهل في تعليم الجاهل

إذا أخطا أحد من الناس كان من الواجب علينا أن نتمهل في تعليمه لا نتعجل العقاب له، فربما فعل ذلك جاهلا أو ناسيا، والجاهل يستحق أن يعلم والانس يستحق أن يذكر.

عن ‌أنس بن مالك قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد.

فقال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مه مه. قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (‌لا ‌تزرموه، دعوه) فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعاه، فقال له:

(إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، إنما هي لذكر الله -عز وجل- والصلاة وقراءة القرآن) أو كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فأمر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه[البخاري].

فعلم رسول الله الجاهل ورفق به، ودفع المفسدة بنهيه لأصحابه عن دفع الرجل لئلا يحبس بوله فيتضرر، وأمر بإزالة النجاسة بالماء.

محاورة عقل المخالف

من الآداب التي ينبغي أن نتعامل بها مع المخالف أن نحاور عقله وأن نعتمد وسائل الإقناع؛ لأن العقل هو مركز التحكم في الإنسان وما يقتنع به الإنسان بعقله يقوم بنتفيذه في الواقع.

عن أبي أمامة قال: إن فتى شابا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا: (مه مه).

فقال: (ادنه، فدنا منه قريبا) قال: فجلس قال: (أتحبه لأمك؟) قال: لا. والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس ‌يحبونه ‌لأمهاتهم)

قال: (أفتحبه لابنتك؟) قال: لا. والله يا رسول الله جعلني الله فداءك قال: (ولا الناس يحبونه لبناتهم)

قال: (أفتحبه لأختك؟) قال: لا. والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لأخواتهم)

قال: (أفتحبه لعمتك؟) قال: لا. والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لعماتهم)

قال: (أفتحبه لخالتك؟) قال: لا. والله جعلني الله فداءك. قال: (ولا الناس يحبونه لخالاتهم) قال: فوضع يده عليه وقال: (اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه، وحصن فرجه) قال: فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء.[أحمد]

وهذا نتعلم منه أن الرفق في الدعوة ومخاطبة عقول الناس وإقناعهم مطلب شرعي ينبغي على المسلم أن يحرص عليه ويلتزم به.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *