الهجرة بين الأخذ بالأسباب والتأييد الإلهي

الهجرة بين الأخذ بالأسباب والتأييد الإلهي

كان حدث الهجرة بين الأخذ بالأسباب والتأييد الإلهي، فسارت في مسارين: الأول الأخذ بالأسباب والثاني التأييد الإلهي.

كان حدث الهجرة بين الأخذ بالأسباب والتأييد الإلهي، فسارت في مسارين: الأول الأخذ بالأسباب والثاني التأييد الإلهي.

الهجرة بين الأخذ بالأسباب والتأييد الإلهي

إذا كانت هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- قد سارت على مبدأ الإعداد والتخطيط والأخذ بالأسباب، فإنها كانت تسير على الأخذ بالأسباب وكان فيها تأييدات من الله تعالى؛ لتبين وتؤكد للناس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنما هو رسول معصوم ومحفوظ من الله تعالى.

عزم قريش على قتل النبي

إننا عندما نتأمل في قرار قريش الذي أخذته وعزمت عليه وهو أن تقتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نرى أن الله تعالى قد مكنهم من الأسباب التي تجعلهم قادرين على فعل ما يريدون.

فهؤلاء هم الفتية يستعدون على باب النبي -صلى الله عليه وسلم- وكل واحد بيده سيفه، وهذا هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يزال في بيته ولا مخرج للنبي -صلى الله عليه وسلم- إلا أن يمر من بينهم.

وإذا لمحوا رسول الله يمر من بينهم ضربوه ضربة رجل واحد فيتفرق دمه بين القبائل.

حفظ الله لنبيه في الهجرة النبوية

لكن الله -عز وجل- أراد أن يبين لهؤلاء المشركين أن قوتكم وقدرتكم بجانب قدرة الله تعالى إنما هي ضعف ومهانة.
فأراد الله -عز وجل- لهم أن تكتمل أسبابهم، ثم أمر الله رسوله فخرج من بينهم وقد سلب الله أبصارهم فخرج رسول الله سالما من بينهم لم يروا شيئا، ولم ينتبهوا حتى جاءهم رجل آخر يخبرهم أن رسول الله خرج من بينهم، وهذا ليؤكد لهم أن رسول الله محفوظ بعناية الله -عز وجل-.

خروج النبي وصاحبه في الهجرة

ثم انطلق رسول الله وصاحبه إلى غار ثور واختبأ فيه ثلاثة أيام، وانطلقت قريش تعلن في كل مكان عن مكافأة قدرها مائة ناقة لمن يأتي بمحمد أو صاحبه حيا أو ميتا، وانطلق الناس في كل مكان.

الأخذ بالأسباب في الهجرة النبوية

وكان هؤلاء العرب قد بلغوا الغاية في معرفة آثار الأقدام، وكان رسول الله قد احتاط لنفسه وأخذ بالأسباب، عندما أمر راعي أبي بكر وهو عامر بن فهيرة بأن يرعى أغنامه خلفهما حتى يخفي آثارهما.

حفظ الله لنبيه في الهجرة

لكن بالرغم من ذلك فإن هؤلاء العرب كانوا يعرفون من آثار الأقدام إذا كان هذا الجمل ذكرا أو أنثى، وإذا كانت الأنثى حاملا أو غير حامل.

وإذا كان هذا الجمل يحمل شيئا أو لا يحمل شيئا استطاعوا بمهارتهم أن يتتبعوا آثار الأقدام، بالرغم من أن هذه الأغنام قد سارت خلفهم واستطاعوا أن يصلوا إلى الموضع الذي اختبأ فيه رسول الله وصاحبه.

وما بقي إلا أن ينظر واحد منهم تحت قدميه ليرى رسول الله وصاحبه، وهنا أبو بكر -رضي الله عنه- يقول للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يا رسول الله لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لرآنا.

فيبعث رسول الله الطمأنينة والسكينة في قلب صاحبه، ويقول له: يا أبا بكر ما بالك باثنين الله ثالثهما. وهنا يعبر القرآن الكريم عن هذا الموقف ويقول الله تعالى: (إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدۡ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذۡ أَخۡرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ ٱثۡنَيۡنِ إِذۡ هُمَا فِي ٱلۡغَارِ إِذۡ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ ‌لَا ‌تَحۡزَنۡ ‌إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَاۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيۡهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٖ لَّمۡ تَرَوۡهَا).

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *