أنواع المؤلفات الحديثية في القرن الثاني الهجري

أنواع المؤلفات الحديثية في القرن الثاني الهجري

أنواع المؤلفات الحديثية في القرن الثاني الهجري كانت نشطة جدا عما كانت عليه قبل ذلك، فقد ظهر في كل بلدة جماعة من العلماء

أنواع المؤلفات الحديثية في القرن الثاني الهجري كانت نشطة جدا عما كانت عليه قبل ذلك، فقد ظهر في كل بلدة جماعة من العلماء يجمعون ما وصل إليهم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم- ولم يكن مجرد جمع وتدوين للسنة إنما كانوا يضعون الأبواب ويجمعون تحتها ما يناسبها من الأحاديث.

أول من جمع السنن على ترتيب الأبواب

قال السيوطي في تدريب الراوي:  فأول من جمع ذلك ابن جريج بمكة، وابن إسحاق أو مالك بالمدينة، والربيع ابن صبيح أو سعيد بن أبي عروبة أو حماد بن سلمة بالبصرة، وسفيان الثوري بالكوفة والأوزاعي بالشام، وهشيم بواسط، ومعمر باليمن، وجرير بن عبد الحميد بالري، وابن المبارك بخراسان،

قال العراقي وابن حجر: وكان هؤلاء في عصر واحد فلا ندري أيهم أسبق وقد صنف ابن أبي ذئب بالمدينة موطأ أكبر من موطأ مالك حتى قيل لمالك ما الفائدة في تصنيفك قال: ما كان لله بقى.

قال شيخ الإسلام: وهذا بالنسبة إلى الجمع للأبواب، أما جمع الحديث إلى مثله في باب واحد فقد سبق إليه الشعبي فإنه روى عنه أنه قال: هذا باب من الطلاق جسيم وساق فيه أحاديث. ]تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي 1 / 96[ .

ظهور المجامع والمسانيد بعد زمن الصحابة

ذكر الحافظ ابن حجر السبب في عدم جمع أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم- في المجامع والمسانيد في زمن الصحابة وكبار التابعين فقال في هدي الساري:

اعلم علمني الله وإياك أن آثار النبي -صلى الله عليه و سلم- لم تكن في عصر أصحابه وكبار تبعهم مدونة في الجوامع ولا مرتبة لأمرين:

 أحدهما: إنهم كانوا في ابتداء الحال قد نهوا عن ذلك كما ثبت في صحيح مسلم خشية أن يختلط بعض ذلك بالقرآن العظيم.

وثانيهما: لسعة حفظهم وسيلان أذهانهم؛ ولأن أكثرهم كانوا لا يعرفون الكتابة ثم حدث في أواخر عصر التابعين تدوين الآثار وتبويب الأخبار لما انتشر العلماء في الأمصار وكثر الابتداع من الخوارج والروافض ومنكرى الأقدار، فأول من جمع ذلك الربيع بن صبيح،  وسعيد بن أبي عروبة، وغيرهما.

وكانوا يصنفون كل باب على حدة إلى أن قام كبار أهل الطبقة الثالثة فدونوا الأحكام، فصنف الإمام مالك الموطأ وتوخى فيه القوي من حديث أهل الحجاز ومزجه بأقوال الصحابة وفتاوى التابعين ومن بعدهم، وصنف أبو محمد عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج بمكة، 

وأبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي بالشام، وأبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري بالكوفة، وأبو سلمة حماد بن سلمة بن دينار بالبصرة، ثم تلاهم كثير من أهل عصرهم في النسج على منوالهم. ]هدي الساري مقدمة فتح الباري بشرح صحيح البخاري 9[

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *