آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آداب ينبغي على المسلم أن يكون على دراية بها حتى يتم له الاتباع للنبي

للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آداب ينبغي على المسلم أن يكون على دراية بها حتى يتم له الاتباع للنبي صلى الله الله عليه وسلم-.

التخفيف في التذكير بالله

الأصل أن يتم التذكير بالله دائما لكن هذا ربما يكون شاقا في بعض الأوقات؛ وربما ادى للنفور فيأتي بعكس النتيجة المطلوبة فيكون التخفيف في التذكير بالله هو الأنفع.

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : ( كَانَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ ، كَرَاهَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا ) . رواه البخاري ومسلم.

” أراد النبي صلى الله عليه وسلم الرفق بأمته ؛ ليأخذوا الأعمال بنشاطٍ وحرص عليها ” . التوضيح لشرح الجامع الصحيح لان الملقن (3/334) .

التيسير وعدم التعسير

يجب على العلماء أن يبلغوا كل ما عرفوه من حكم الله من أمره ونهيه وتبشيره وإنذاره ، لكن ربما يكون هذا في بعض الأوقات غير مناسب لحال المتلقي؛ لأنه يؤدي عكس النتيجة المرجوة من إيمان الناس ، فيجب الإتيان بالمناسب لحال المتلقي بالتبشير والتيسير وعدم التعسير والتخويف .

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا ، وَبَشِّرُوا ، وَلاَ تُنَفِّرُوا ) . رواه البخاري ومسلم

” فيه الأمر بالتبشير بفضل الله وعظيم ثوابه وجزيل عطائه وسعة رحمته ، والنهي عن التنفير بذكر التخويف ، وأنواع الوعيد محضة من غير ضمها إلى التبشير ، فيتألف التائب ويتلطف به ، ويدرج في أنواع الطاعة قليلًا قليلًا ، وقد كانت أمور الإسلام في التلطف عَلَى التدريج ، ومتى يسر عَلَى المريد للطاعة سهلت عليه وتزايد فيها ، ومتى عسرت عليه أوشك أن لا يدخل فيها ، وإن دخل أوشك عدم دوامه عليها ” . التوضيح لشرح الجامع الصحيح لابن الملقن (3/336) .

القليل الدائم خير من الكثير المنقطع

الأصل في المسلم أن يلتزم بكل ما جاءه عن الله وبما بلغه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، لكن ربما يكون هذا في بعض الأحيان معسورا لأنه لا يقوى على الالتزام بكل هذا فيكون التخفيف مع المداومة أفضل من الإكثار مع الانقطاع، فلا يجوز للداعي أن يحمل الناس على المعسور الذي لا يستمرون عليه، وإنما يحملهم على اليسير الذي يستمرون عليه.

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها- أَنَّهَا قَالَتْ : ( كَانَ أَحَبُّ العَمَلِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي يَدُومُ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ ) . رواه البخاري (6462) .

” وقد عاب الله قومًا بذلك فقال: ( وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ ) فاستحقوا الذم حين لم يفوا بما تطوعوا به ، ولا رعوه حق رعايته ، فصار رجوعًا منهم عنه ، فكذلك لا ينبغي أن يلتزم بعبادة ثم يرجع عنها ، بل ينبغي الترقي كل يوم في درج الخير ، ويرغب إلى الله أن يجعل خاتمة عمله خيرًا ، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم لا يحب من العمل إلا ما دام عليه صاحبه وإن قل ” . التوضيح لشرح الجامع الصحيح (9/125) .

وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يسقط عن المسلم بحال لكن تختلف درجته على حسب حال كل واحد كل على قدر استطاعته، لكن البعض ربما يفهمون بعض آيات القرآن وأحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- على غير مرادها ، فيتركون واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر متعللين بهذا فمثلا : يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) . 

فيظنون أن الله طلب منهم الاعتزال عن الناس وليس عليهم واجب الأمر بالمعروف ولا النهي عن المنكر ، ولكن المعنى لا يضركم ضلال من ضل إذا قمتم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.  

عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهُ قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنَّكُمْ تَقْرَءُونَ هَذِهِ الآيَةَ : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ) ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ ) . رواه أبو داودوالترمذي.

ولسنا في الزمان الذي قد سدت فيه كل وسائل الدعوة حتى نعتزل الناس ، فما زال هناك من يحتاجون إلى أن ندعوهم ، فلا يصلح الاستشهاد بحديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال: ( يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ المُسْلِمِ غَنَمٌ يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الجِبَالِ ، وَمَوَاقِعَ القَطْرِ ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الفِتَنِ ) . رواه البخاري.

” فضل العزلة في أيام الفتن ؛ لإحراز الدين ؛ ولئلا تقع عقوبة فتعم ، إلا أن يكون الإنسان ممن لَهُ قدرة عَلَى إزالة الفتنة ، فإنه يجب عليه السعي في إزالتها ، إما فرض عين ، وإما فرض كفاية بحسب الحال والإمكان ” . التوضيح لشرح الجامع الصحيح 2/566.

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *