مما ورد في فضل صلاة الجمعة وعقاب تاركها أنها تكفر الذنوب الصغائر وذكر لنا رسول الله عقاب من يترك الجمعة وعقاب من يترك الجمعة ثلاث مرات متهاونا بها.
مكفرات الذنوب الصغائر
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الصَّلَاةُ الْخَمْسُ ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ ، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ)[مسلم].
قال ابن تيمية: ” لا يكفر السيئات إلا باجتناب الكبائر كما قيده النبي صلى الله عليه وسلم ، فكيف يظن أن صوم يوم أو يومين تطوعًا يكفر الزنا والسرقة وشرب الخمر ، والميسر ، والسحر ، ونحوه ؟ فهذا لا يكون .
وتكفير الطهارة والصلاة وصيام رمضان وعرفة وعاشوراء للصغائر فقط ، وكذا الحج ؛ لأن الصلاة ورمضان أعظم منه “[المستدرك على مجموع الفتاوى].
وقال السيوطي: ” هذا التكفير إنما هو للذنوب المتعلقة بحقوق الله سبحانه وتعالى ، فأما المتعلقة بحقوق الآدميين فإنما يقع النظر فيها بالمقاصَّة مع الحسنات والسيئات “[قوت المغتذي على جامع الترمذي].
عقاب من يتركون صلاة الجمعة
عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ: (لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنِ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ)[مسلم].
قال الصنعاني: ” كناية عن تحريقهم بالنار عقوبة لهم ، ويحتمل العقوبة بإحراق المساكن التي يتخلفوا فيها عقوبة بالمال بإتلافه كما حرّق مسجد الضرار .
وفيه وجوب صلاة الجمعة على الأعيان إذ لو كانت كفاية لكان قد قام بها صلى الله عليه وسلم مع غيره .
وفيه أن لغيره أن يؤم بحضرته ، وأنه يقدم الوعيد والتهديد على العقوبة “[التنوير شرح الجامع الصغير].
وعَنْ سَمُرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (احْضُرُوا الْجُمُعَةَ ، وَادْنُوا مِنَ الْإِمَامِ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ الْجُمُعَةِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَخَلَّفُ عَنِ الْجَنَّةِ ، وَإِنَّهُ لَمِنْ أَهْلِهَا).]أحمد[.
عقوبة من ترك ثلاث جمع تهاونًا بها
عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا ، طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ)[أبو داود].
قال المناوي: ” أَي إهانة ، وَعدل إلى التفاعل دلَالَة على أن الْجُمُعَة شَأْنهَا أَعلَى رُتْبَة من أن يتَصَوَّر فِيهِ إهانة بِوَجْه “[التيسير بشرح الجامع الصغير].
والطبع على القلب معناه: ” ختم عليه وغشاه ومنعه ألطافه ، وجعل فيه الجهل والجفاء والقسوة ، أو صير قلبه قلب منافق ، والطبع بالسكون الختم ، وبالتحريك الدنس ، وأصله من الوسخ يغشى السيف ، ثم استعمل فيما يشبه ذلك من الآثام والقبائح “[فيض القدير].
وقال ابن تيمية: ” فإذا كان طبع على قلب من ترك الجمع وإن صلى الظهر فكيف بمن لا يصلي ظهرًا ولا جمعةً ولا فريضةً ولا نافلةً ، ولا يتطهر للصلاة لا الطهارة الكبرى ولا الصغرى ، فهذا لو كان قبل مؤمنًا وكان قد طبع على قلبه كان كافرًا مرتدًا بما تركه ولم يعتقد وجوبه من هذه الفرائض ، وإن اعتقد أنه مؤمن كان كافرًا مرتدًا فكيف يعتقد أنه من أولياء الله المتقين “[مجموع الفتاوى].
للاطلاع على المزيد: