عناية الصحابة بالسنة في حياة النبي

عناية الصحابة بالسنة في حياة النبي

لقد أولى الصحابة –رضوان الله عليهم- سنة نبيهم -صلى الله عليه وسلم- عناية فائقة، حتى جعلوا العناية بالسنة ومذاكرتها

كانت عناية الصحابة بالسنة في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- عناية فائقة، حتى جعلوا العناية بالسنة ومذاكرتها، والتفرغ من أجل تحصيلها، من أفضل القربات التي يتقرب بها العبد إلى الله -عز وجل-، ففاقوا بذلك من سبقوهم من الأمم السابقة.

السنة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم

ما من أمة من الأمم فعلت مع أحاديث نبيها مثل ما فعل الصحابة مع سنة نبيهم في حياته -صلى الله عليه وسلم- وبعد وفاته.

لقد حض النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه على حفظ السنة، وتبليغها للناس،  وما ذلك إلا لأهمية السنة وأنها المصدر الثاني الذي لا يفهم القرآن إلا به، فقد كان يحضهم على أن ينقلوا حياته صلى الله عليه وسلم كاملة لغيرهم.

وكان يبين لهم خطورة الكذب عليه صلى الله عليه وسلم؛ لأن الكذب عليه ليس كالكذب على غيره؛ فالكذب عليه يلزم الأمة كلها بأن تعمل بشيء لم يعمل به رسول الله صلى الله عليه وسلم-.

 فقال صلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) ]البخاري[.

وكان النبي –صلى الله عليه وسلم- يدعو لحملة هذا العلم بالنضارة فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه) ]أبو داود].

هذه الأحاديث التي نطق بها فم النبي -صلى الله عليه وسلم- وغيرها من الأحاديث كانت دافعا للصحابة -رضوان الله عليهم- أن يهتموا بأحاديث نبيهم -صلى الله عليه وسلم- ويولوها عناية خاصة.

حرص الصحابة على صيانة السنة

بدأ حرص الصحابة رضوان الله عليهم- على صيانة السنة وحفظها منذ زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى كان الواحد منهم يوصي أخاه إذا سمع من النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لم يسمعه هو أن يخبره به.

حرص عمر بن الخطاب على تعلم السنة

يظهر ذلك من موقف عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- مع جاره من الأنصار حيث قال: كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينزل يوما، وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك،.. .. ]البخاري[

مراقبة الصحابة لرواة الحديث

لم يقف دور الصحابة عند حد المتابعة لأقوال النبي -صلى الله عليه وسلم- وحفظها، إنما كانوا مراقبين -على درجة عالية- لكل من يتكلم في دين الله، حتى لا تكون هناك فرصة لأحد أن يزيد في دين الله ما ليس منه.

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه-: سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاستمعت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم فلببته بردائه،

فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرأ؟ قال: أقرأنيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: كذبت فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أقرأنيها على غير ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: إني سمعت هذا يقرأ بسورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها،

فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أرسله اقرأ يا هشام. فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كذلك أنزلت.

ثم قال: اقرأ يا عمر. فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: كذلك أنزلت إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف، فاقرؤوا ما تيسر منه.[البخاري].

اقرأ المزيد:

شارك

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *